الرئيسية
بسم الله الرحمان الرحيم ..
ابتسم يا من رمتْ به ريحُ البلاء في بيداءِ الهموم، ابتسم يا من عصفت بهِ أمواجُ البلاءِ فأغرقتهُ في بحر الغمُوم .. هذه رسالة نبعُثُها، بعبير الحبّ نرسلها إليك فابتسم ..
هات يدك لتركب معنا في زورقنا الصغير، لنجول في بحر انشراح الصدر والسرور.. نرسم البسمة على وجوه محتها البلايا والمصائب، نُعيدُ نقش البهجة في قلوب سكنتها الهموم والخطوب لترى جمال الحياة .. نطردُ الأحزان والهموم -ولو للحظة- وهذا يكفينا..
خُذِ الحياةَ كما جاءتك مبتسما .. في كفّها الخيرُ أو في كفّها العدمُ
قال الله تعالى : {وَلَنَبْلُوَنّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ
اَلْخَوْفِ وَاَلْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الَأَمِـــــــوالِ
وَاَلْأَنْفُسِ وَالثّمَرَاتِ وَبَشّرِ الــصَّابِرِينَ *
الذّينَ إِذا أصَابَتْهُم مُصيبَةٌ قالُوا إنَّــا للهِ
وَإنّا إليهِ راجعُون * أولئِكَ عليهِم صَلَواتٌ
مِنِ رَبّهِم وَرَحْمَةٌ وَأولئِكَ هُمُ الْمُهتدُون}
الحمد لله سامع السر والنجوى، كاشف الضر والبلوى، مجيب دعاء المضطر إذا دعاه، كاشف الكروب ومزيل الهموم، والصلاة والسلام على المصطفى ، وعلى صحابته، وعلى من سار على آثارهم واقتفى ..
أمّا بعد :
سلام على كلّ مؤمن.. سلامٌ على كلّ مؤمن مهموم، سلام على كلّ مبتلى مغموم، سلام على أؤلئك الذين فجعوا بأهليهم، سلام على أولئك الذين فجعوا بأحبتهم وذويهم، سلام على من فارق الآباء والأمَّهات، سلام على من ودّع الخلان والأصحاب والإخوان..
سلامٌ عليك إذ ودعت أبا كريما طالما مدّ يد المعروف إليك، سلامٌ عليك إذ فجعت بتك اليد التي طالما أحسنت بعد الله إليك.. سلامٌ عليك إذا ودعت أمًّا حنونا طالما أسدت يد المعروف إليك.. سلام عليك إذ فُجِعْتَ بها وقد كان ثديها لك سقاء وبطنها لك وعاء وحجرها لك حواء .. ودَّعتها وما أدَّيت حقوقها من البرِّ عليك .. سلامٌ عليك إذ ودعت الأصحاب والأحباب وخلفوك في هذه الدنيا وحيدا فريدا مع الذكريات ..سلام عليك إذا فجعت بهم وعظُم مصابك بهم ..
سلام عليكم من الله ورحمات، سلام عليكم ورضوان ومغفرات..
يا من داهمتهُ الأحزان، وبات وهو سهران، وأصبح وهو حيران، ألم تعلم أنه كلّ يومٍ لهُ شأن، يا من أعيتهُ الكروب، وزلزلتهُ الخطوب، تذكّر علاّم الغيوب .. هذا أحدُ السلف عجز الأطبّاء عن دواءِه، يئِسَ من شفاءِه، إلى أن سمِع قول الله تعالى: {أمَّنْ يُجيبُ المُضْطرَّ إِذَا دَعَاهُ} .. فرفَعَ أكفّ الدعاء إلى السَّمَاءِ، فلبث غير بعيد حتّى عافاهُ سبحانهُ..
غلب القضاءُ والقدر، فليس لك من الأمر شيء {إِنَّ الأَمْرَ كلَّهُ للهِ} .. قال ابن الجوزي رحمهُ الله -ما معناه- : (أنت مملوك لله ، وللمالك أن يفعل في ملكه ما يشاء، وما عليك إلا التسليم) .. فالأمور كلّها بيدِ اللهِ تعالى، قال سبحانه: {إنّ اللهَ فعّالٌ لما يُريد}..
قد تدمعُ العينُ لوقعِ البلاء بالجسد، تدمعُ العينُ لفراق من ربّانا وأدّبنا، لفراق من أطعمنا وسقانا وكسانا بعد فضل الله علينا .. لكن الدنيا أبت أن يستديم سرور النازل فيها، وعلى هذا جُبِلت..
طُبِعت على كدر وأنت تريدُها .. صفوا من الأقذاءِ والأكدارِ
سنّة الابتلاء، قدَرٌ لا مفرّ من نزولِه، قضاء لا بُدَّ من وُقوعِه .. لأنّ الشارع الحكيم قدرّهُ وقضاهُ على عبادِه فينظُر -وهو أعلم بهم- .. أيرضون فيحمدون، أم يسخطون؟
بالبلاء يُعرف معدنُ المرءِ، فمنّا من لا يكشفُه الرخاء فتكشفُه الشدَّة .. فما جزاءُ من صبر؟ وما جزاءُ من سخط وتذمّر؟ .. قال الحسن البصري رحمهُ الله: (استوى الناس في العافية، فإذا نزل البلاء تباينوا) .. قال ابن الجوزي رحمهُ الله: ( فالدنيا وضعت للبلاء، فينبغي للعاقل أن يوطنّ نفسهُ على الصبر) ..
دعِ المقادير تجري في أعنّتها .. ولا تَبيتَنَّ إلّا خاليَ البالِ
ما بين غمضةِ عينٍ وانتباهتِها .. يُغيّرُ الله من حالٍ إلى حالِ
رسالة إلى مضطر ( للاستماع
والتحميل )
ابتسم يا من رمتْ به ريحُ البلاء في بيداءِ الهموم، ابتسم يا من عصفت بهِ أمواجُ البلاءِ فأغرقتهُ في بحر الغمُوم .. هذه رسالة نبعُثُها، بعبير الحبّ نرسلها إليك فابتسم ..
هات يدك لتركب معنا في زورقنا الصغير، لنجول في بحر انشراح الصدر والسرور.. نرسم البسمة على وجوه محتها البلايا والمصائب، نُعيدُ نقش البهجة في قلوب سكنتها الهموم والخطوب لترى جمال الحياة .. نطردُ الأحزان والهموم -ولو للحظة- وهذا يكفينا..
خُذِ الحياةَ كما جاءتك مبتسما .. في كفّها الخيرُ أو في كفّها العدمُ
قال الله تعالى : {وَلَنَبْلُوَنّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ
اَلْخَوْفِ وَاَلْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الَأَمِـــــــوالِ
وَاَلْأَنْفُسِ وَالثّمَرَاتِ وَبَشّرِ الــصَّابِرِينَ *
الذّينَ إِذا أصَابَتْهُم مُصيبَةٌ قالُوا إنَّــا للهِ
وَإنّا إليهِ راجعُون * أولئِكَ عليهِم صَلَواتٌ
مِنِ رَبّهِم وَرَحْمَةٌ وَأولئِكَ هُمُ الْمُهتدُون}
الحمد لله سامع السر والنجوى، كاشف الضر والبلوى، مجيب دعاء المضطر إذا دعاه، كاشف الكروب ومزيل الهموم، والصلاة والسلام على المصطفى ، وعلى صحابته، وعلى من سار على آثارهم واقتفى ..
أمّا بعد :
سلام على كلّ مؤمن.. سلامٌ على كلّ مؤمن مهموم، سلام على كلّ مبتلى مغموم، سلام على أؤلئك الذين فجعوا بأهليهم، سلام على أولئك الذين فجعوا بأحبتهم وذويهم، سلام على من فارق الآباء والأمَّهات، سلام على من ودّع الخلان والأصحاب والإخوان..
سلامٌ عليك إذ ودعت أبا كريما طالما مدّ يد المعروف إليك، سلامٌ عليك إذ فجعت بتك اليد التي طالما أحسنت بعد الله إليك.. سلامٌ عليك إذا ودعت أمًّا حنونا طالما أسدت يد المعروف إليك.. سلام عليك إذ فُجِعْتَ بها وقد كان ثديها لك سقاء وبطنها لك وعاء وحجرها لك حواء .. ودَّعتها وما أدَّيت حقوقها من البرِّ عليك .. سلامٌ عليك إذ ودعت الأصحاب والأحباب وخلفوك في هذه الدنيا وحيدا فريدا مع الذكريات ..سلام عليك إذا فجعت بهم وعظُم مصابك بهم ..
سلام عليكم من الله ورحمات، سلام عليكم ورضوان ومغفرات..
يا من داهمتهُ الأحزان، وبات وهو سهران، وأصبح وهو حيران، ألم تعلم أنه كلّ يومٍ لهُ شأن، يا من أعيتهُ الكروب، وزلزلتهُ الخطوب، تذكّر علاّم الغيوب .. هذا أحدُ السلف عجز الأطبّاء عن دواءِه، يئِسَ من شفاءِه، إلى أن سمِع قول الله تعالى: {أمَّنْ يُجيبُ المُضْطرَّ إِذَا دَعَاهُ} .. فرفَعَ أكفّ الدعاء إلى السَّمَاءِ، فلبث غير بعيد حتّى عافاهُ سبحانهُ..
غلب القضاءُ والقدر، فليس لك من الأمر شيء {إِنَّ الأَمْرَ كلَّهُ للهِ} .. قال ابن الجوزي رحمهُ الله -ما معناه- : (أنت مملوك لله ، وللمالك أن يفعل في ملكه ما يشاء، وما عليك إلا التسليم) .. فالأمور كلّها بيدِ اللهِ تعالى، قال سبحانه: {إنّ اللهَ فعّالٌ لما يُريد}..
قد تدمعُ العينُ لوقعِ البلاء بالجسد، تدمعُ العينُ لفراق من ربّانا وأدّبنا، لفراق من أطعمنا وسقانا وكسانا بعد فضل الله علينا .. لكن الدنيا أبت أن يستديم سرور النازل فيها، وعلى هذا جُبِلت..
طُبِعت على كدر وأنت تريدُها .. صفوا من الأقذاءِ والأكدارِ
سنّة الابتلاء، قدَرٌ لا مفرّ من نزولِه، قضاء لا بُدَّ من وُقوعِه .. لأنّ الشارع الحكيم قدرّهُ وقضاهُ على عبادِه فينظُر -وهو أعلم بهم- .. أيرضون فيحمدون، أم يسخطون؟
بالبلاء يُعرف معدنُ المرءِ، فمنّا من لا يكشفُه الرخاء فتكشفُه الشدَّة .. فما جزاءُ من صبر؟ وما جزاءُ من سخط وتذمّر؟ .. قال الحسن البصري رحمهُ الله: (استوى الناس في العافية، فإذا نزل البلاء تباينوا) .. قال ابن الجوزي رحمهُ الله: ( فالدنيا وضعت للبلاء، فينبغي للعاقل أن يوطنّ نفسهُ على الصبر) ..
دعِ المقادير تجري في أعنّتها .. ولا تَبيتَنَّ إلّا خاليَ البالِ
ما بين غمضةِ عينٍ وانتباهتِها .. يُغيّرُ الله من حالٍ إلى حالِ
رسالة إلى مضطر ( للاستماع
والتحميل )