. . .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى , وصلى الله على النبي المصطفى
وعلى من بهديه استن ولخطاه اقتفى , وبعد
سلآم الله عليكمْ ورحمته وبركـآته [ ]
يقول الله تعالى في محكم كتابه
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ " #
لما كان القرآن فرقاناً بين الحق والباطل , وشريعة ومنهج لكل من أراد الهدى
ومعجزة الله الخالدة ليوم أن يرث الله الأرض ومن عليها لآ يضاهي نظمه شيء
وسيفاً مسلولاً في وجه أعداء الله ممن نزل فيهم , أهل البلاغة واللغة والعرفان بها
كان لآبد أن يكون بوجه لا يقل عظمة عن أكثر أهل البلاغة واللغة , وفي الوقت ذاته
مستساغاً للجيل الذي يليهم ممن لا يدركون عن اللغة إلا قليل أو أقل القليل
ولكل جيل وزمان , وهنا يتمحور جوهر الإعجاز
بلآغة ودقة و مزامنة ومعاصرة
فليس معقداً صعب الفهم وليس يسيرا دون مستوى اللغة وليس لزمان
أو وقت معين ثم يبلى .. فتبآرك الله ربُ العالمين
**
ورب العزة جل وعلا ضرب الأمثال في هذا القرآن
للناس لعلهم يتفكرون ويتذكرون ويهتدون
ولهذا وُجب علينا كأفراد من أمة الإسلآم
و حملة لهذا الدين أن نفهم هذه الأمثال فهماً دقيقا مقربا
لنهتدي إلى ديننا ويهدي الله بنا ,, فـ لله در العالِمين
وبناءً على دوري كمسلمة مؤمنة برب العزة جل وعلا
مهتدية بظل هُدى كتابه وسنة نبيه سألت الله جل جلاله أن يعينني
أن أقرب السراج من أمثال رب العزة مثلا مثلا
لأذكر بها نفسي وإياكم ولنفهمها ندرسها
عسى الله أن يجعلنا من القوم الذين لا يشقى جليسهم
بسم الله نبدأ وعلى سنة نبيه نمضي وعلى بركة دعاء الوالدين نسير
# سورة الحج الآية 73
. . .
يقول الله عز وجل في محكم كتابه
" وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنّا وَإِذَا خَلَوْا إِلى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ
إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُون . اللهُ يَسْتَهْزِىَُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ في طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُون . أُولئِكَ الَّذينَ
اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالهُدَى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدين . مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوقَدَ
نَاراً فَلَمّا أَضَاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ في ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ . صُمّ بُكمٌ عُمْيٌ
فَهُمْ لا يَرْجِعُون " #
المفردات //
لَقُوا - أصلها لقيوا حذفت الضمة للاستثقال ثم الياء
لالتقائها ساكنة مع الواو في معنى أي قابلوا .
خَلَوْا - رجعوا ومنها ما في معنى خلوة أي الإنفراد
والإجمال إذا انفردوا بشياطينهم من الكفار دون المؤمنين .
يَعْمَهُون - يعمون عن الرشد أو يتحيرون .
اسْتَوقَدَ - أوقد .
**
تفسير يسير //
يصف الله عز وجل حال المنافقين بأنهم إذا قابلوا المؤمنين
آمنوا بلسانهم أما قلبهم فلا حيث أنهم حينما يرجعون ويخلون بأصحابهم
من الكفار يرجعوا إلى ما هم عليه من كفر ويخبروهم أنهم لم يوالوا المؤمنين
بل كانوا يستهزؤون بهم , فالله عز وجل هو المستهزئ بهم وتاركهم في طغيانهم هذا
يعمون عن الحق ويضلون الطريق فأولائك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فلم تكن تجارتهم
لتربح يوما ولم يكونوا ليهتدوا ..
**
سبب النزول //
وعن ابن عباس في قوله تعالى { وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا } [البقرة: 14]
نزلت في عبد الله بن أبي وأصحابه حين خرجوا ذات يوم فاستقبلهم نفر من الصحابة
فقال ابن أبي انظروا كيف أرد هؤلاء السفهاء عنكم فأخذ بيد الصديق وقال مرحبا
بالصديق سيدي بني تميم وشيخ الإسلام إلى آخره وأخذ بيد عمر وفعل مثله وأخذ بيد
علي ـ رضي الله عنه ـ وقال مرحبا يا ابن عم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وختنه سيد
بني هاشم ما خلا رسول الله ، ثم افترقوا فقال عبد الله لاصحابة كيف رايتموني فعلت ؟
فاذا رأيتموهم فافعلوا كما فعلت – فاثنوا عليهم خيرا فرجع المسلمون الى النبي صلى الله عليه وسلم واخبروه بذلك فنزلت الاية
والله أعلم
# سورة البقرة الآيات 14 .... 18
في رحاب المثال الأول بأمر الله تعالى //
. . .
قبل أن نشرح المثل المذكور في الآية الكريمة
يجب علينا التطرق إلى عدة إنارات في تلك الآيات
- الله عز وجل إفتتح سورة البقرة بذكر أصناف الناس الثلاثة وهم
المؤمنون الموحدون , وذكر فيهم الرب أربع آيات #
الكافرون المستكبرون , وذكر فيهم جل جلاله آيتان #
المشركون , المنافقون , وذكر فيهم الله تعالى ثلآثة عشر آية . #
- الله عز وجل قال في حال المنافقين إذا خلوا إلى شياطينهم ولم يقل
الرب جل جلاله أصحابهم لأن لفظ شيطان في اللغة أي ذو روح خبيثة شريرة . #
- الله عز وجل شبّه استبدال المنافقين الكفر بالإيمان كمن يبيع الهدى ليشتري الضلالة
وهذا إن دلّ فإنما يدل على إنقاصهم حق الدين وتبخيسهم للهدى وما كان الهدى يوماً
بخيساً لذلك فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين وفي هذا أروع المثل .
في رحاب المثال الأول //
قال الله عز وجل في الحديث القدسي
" إني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم
وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً.. " #
فالله عز وجل خلق أراوح العباد كلها حنيفية مائلة عن الشرك إلى التوحيد
لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل مولود يولد على الفطرة . فأبواه
يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كمثل البهيمة تنتج البيهمة هل ترى فيها جدعاء " #
فهذه هي فطرة الله التي فطر الناس عليها وهي إقرارالنفس التام بالربوبية لله تعالى
والعبودية لكل ما سواه , فكل ما تسمعه النفس من كلام الله تعالى أو كلام رسوله
يوافق فطرتها تستجيب له بسهولة وإن كان غير ذلك فيتم تغير النفس لتنسجم مع
هذا التغيير حيث أنه لا يجد أحد من غير ملة الإسلام أنكرألوهية الله إلآ على وجه
المكابرة كما حدث مع فرعون وغيره , وكم سمعنا عن إسلام الكثير من الصحابة
ومن هم في زماننا بمجرد سماعهم القران الكريم أو الكلام في التوحيد الذي يوافق
كل فطرة سليمة صحيحة ولكن لم نسمع عن تنصير أو تهويد أحد بمجرد سماعه للتوراة
أو الإنجيل بعد التحريف وذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل ,
فهؤلاء المنافقين عندما يجلسون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسمعون كلام
الحق كمن سار في طريق مظلم لا سبيل للهدى فيه ويريد السلام من الأذى ثم أوقد
ناراً أضاءت هذا المكان لموافقتها للفطرة السليمة , حتى إذا خلى ذلك المنافق بأقرانه
رجع إلى ما كان عليه من الكفر فتأتي ريح تُذهب بضوء تلك النار فيرجع إلى ما كان
عليه من عمى في الظلماء فقد أذهب الله بنور النار التي أوقدها المنافق لأن نور
الإيمان وظلام الكفر في قلب عبد ليس يجتمعان ويتركه الله في تلك الظلمات
لآ يبصر ببصره ولا بصيرته أصم أبكم أعمى , أما من اتبع طريق النبي صلى الله
عليه وسلم وسار على نهجه فقد وافقت حياته فطرته فإنه
يسمع بعد صمم ويبصر بعد عمى ويعقل بعد جنون وسفه
والله عز وجل أعلى وأعلم
# سورة البقرة الآيات 2 .... 5
# سورة البقرة الآيات 6 . 7
# سورة البقرة الآيات 8 .... 20
# معجم المعاني العربية
# صحيح مسلم
# صحيح البخاري
. . .
والآن ها نحن على مشارف الإنتهاء
بعد أن علمنا أن الله عز وجل ضرب هذا المثل
في أهل النفاق ممن خالفت فطرتهم أفعالهم وخالف لسانهم قلبهم
فعلينا أن نعمل جاهدين لكي لا نكون منهم - عافانا الله وإياكم -
أو من أقرانهم , نسأل الله عز وجل أن يحفظ قلوبنا من النفاق والرياء
وبعد ذلك علينا أن ننهض لنذكر أنفسنا وغيرنا بخطورة ذلك آمرين بالمعروف
نآهين عن المنكر حافظين لحدود الله , صابرين في سبيل تبليغ تلك الرسالة
وبشّر الصابرين
فمن فعل ذلك كان عبداً ربانياً في أصح قول العلماء , والله أعلم
**
نسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا
وأن يزيدنا تبارك وتعالى منه علما نافعا يلحق به عمل متقبلا
وأن يهدينا ويهدي بنا ويجعلنا سبباً لمن اهتدى , آآمين
هذا ما وفقني الله إليه برحمته وفضله فإن أصبت فبتوفيق منه تعالى
وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان والله ورسوله من ذلك برءاء
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
والصلآة والسلآم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وسلام من الله كذا على المرسلين , والحمد لله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى , وصلى الله على النبي المصطفى
وعلى من بهديه استن ولخطاه اقتفى , وبعد
سلآم الله عليكمْ ورحمته وبركـآته [ ]
يقول الله تعالى في محكم كتابه
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ " #
لما كان القرآن فرقاناً بين الحق والباطل , وشريعة ومنهج لكل من أراد الهدى
ومعجزة الله الخالدة ليوم أن يرث الله الأرض ومن عليها لآ يضاهي نظمه شيء
وسيفاً مسلولاً في وجه أعداء الله ممن نزل فيهم , أهل البلاغة واللغة والعرفان بها
كان لآبد أن يكون بوجه لا يقل عظمة عن أكثر أهل البلاغة واللغة , وفي الوقت ذاته
مستساغاً للجيل الذي يليهم ممن لا يدركون عن اللغة إلا قليل أو أقل القليل
ولكل جيل وزمان , وهنا يتمحور جوهر الإعجاز
بلآغة ودقة و مزامنة ومعاصرة
فليس معقداً صعب الفهم وليس يسيرا دون مستوى اللغة وليس لزمان
أو وقت معين ثم يبلى .. فتبآرك الله ربُ العالمين
**
ورب العزة جل وعلا ضرب الأمثال في هذا القرآن
للناس لعلهم يتفكرون ويتذكرون ويهتدون
ولهذا وُجب علينا كأفراد من أمة الإسلآم
و حملة لهذا الدين أن نفهم هذه الأمثال فهماً دقيقا مقربا
لنهتدي إلى ديننا ويهدي الله بنا ,, فـ لله در العالِمين
وبناءً على دوري كمسلمة مؤمنة برب العزة جل وعلا
مهتدية بظل هُدى كتابه وسنة نبيه سألت الله جل جلاله أن يعينني
أن أقرب السراج من أمثال رب العزة مثلا مثلا
لأذكر بها نفسي وإياكم ولنفهمها ندرسها
عسى الله أن يجعلنا من القوم الذين لا يشقى جليسهم
بسم الله نبدأ وعلى سنة نبيه نمضي وعلى بركة دعاء الوالدين نسير
# سورة الحج الآية 73
. . .
يقول الله عز وجل في محكم كتابه
" وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنّا وَإِذَا خَلَوْا إِلى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ
إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُون . اللهُ يَسْتَهْزِىَُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ في طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُون . أُولئِكَ الَّذينَ
اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالهُدَى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدين . مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوقَدَ
نَاراً فَلَمّا أَضَاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ في ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ . صُمّ بُكمٌ عُمْيٌ
فَهُمْ لا يَرْجِعُون " #
المفردات //
لَقُوا - أصلها لقيوا حذفت الضمة للاستثقال ثم الياء
لالتقائها ساكنة مع الواو في معنى أي قابلوا .
خَلَوْا - رجعوا ومنها ما في معنى خلوة أي الإنفراد
والإجمال إذا انفردوا بشياطينهم من الكفار دون المؤمنين .
يَعْمَهُون - يعمون عن الرشد أو يتحيرون .
اسْتَوقَدَ - أوقد .
**
تفسير يسير //
يصف الله عز وجل حال المنافقين بأنهم إذا قابلوا المؤمنين
آمنوا بلسانهم أما قلبهم فلا حيث أنهم حينما يرجعون ويخلون بأصحابهم
من الكفار يرجعوا إلى ما هم عليه من كفر ويخبروهم أنهم لم يوالوا المؤمنين
بل كانوا يستهزؤون بهم , فالله عز وجل هو المستهزئ بهم وتاركهم في طغيانهم هذا
يعمون عن الحق ويضلون الطريق فأولائك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فلم تكن تجارتهم
لتربح يوما ولم يكونوا ليهتدوا ..
**
سبب النزول //
وعن ابن عباس في قوله تعالى { وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا } [البقرة: 14]
نزلت في عبد الله بن أبي وأصحابه حين خرجوا ذات يوم فاستقبلهم نفر من الصحابة
فقال ابن أبي انظروا كيف أرد هؤلاء السفهاء عنكم فأخذ بيد الصديق وقال مرحبا
بالصديق سيدي بني تميم وشيخ الإسلام إلى آخره وأخذ بيد عمر وفعل مثله وأخذ بيد
علي ـ رضي الله عنه ـ وقال مرحبا يا ابن عم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وختنه سيد
بني هاشم ما خلا رسول الله ، ثم افترقوا فقال عبد الله لاصحابة كيف رايتموني فعلت ؟
فاذا رأيتموهم فافعلوا كما فعلت – فاثنوا عليهم خيرا فرجع المسلمون الى النبي صلى الله عليه وسلم واخبروه بذلك فنزلت الاية
والله أعلم
# سورة البقرة الآيات 14 .... 18
في رحاب المثال الأول بأمر الله تعالى //
. . .
قبل أن نشرح المثل المذكور في الآية الكريمة
يجب علينا التطرق إلى عدة إنارات في تلك الآيات
- الله عز وجل إفتتح سورة البقرة بذكر أصناف الناس الثلاثة وهم
المؤمنون الموحدون , وذكر فيهم الرب أربع آيات #
الكافرون المستكبرون , وذكر فيهم جل جلاله آيتان #
المشركون , المنافقون , وذكر فيهم الله تعالى ثلآثة عشر آية . #
- الله عز وجل قال في حال المنافقين إذا خلوا إلى شياطينهم ولم يقل
الرب جل جلاله أصحابهم لأن لفظ شيطان في اللغة أي ذو روح خبيثة شريرة . #
- الله عز وجل شبّه استبدال المنافقين الكفر بالإيمان كمن يبيع الهدى ليشتري الضلالة
وهذا إن دلّ فإنما يدل على إنقاصهم حق الدين وتبخيسهم للهدى وما كان الهدى يوماً
بخيساً لذلك فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين وفي هذا أروع المثل .
في رحاب المثال الأول //
قال الله عز وجل في الحديث القدسي
" إني خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم
وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً.. " #
فالله عز وجل خلق أراوح العباد كلها حنيفية مائلة عن الشرك إلى التوحيد
لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل مولود يولد على الفطرة . فأبواه
يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كمثل البهيمة تنتج البيهمة هل ترى فيها جدعاء " #
فهذه هي فطرة الله التي فطر الناس عليها وهي إقرارالنفس التام بالربوبية لله تعالى
والعبودية لكل ما سواه , فكل ما تسمعه النفس من كلام الله تعالى أو كلام رسوله
يوافق فطرتها تستجيب له بسهولة وإن كان غير ذلك فيتم تغير النفس لتنسجم مع
هذا التغيير حيث أنه لا يجد أحد من غير ملة الإسلام أنكرألوهية الله إلآ على وجه
المكابرة كما حدث مع فرعون وغيره , وكم سمعنا عن إسلام الكثير من الصحابة
ومن هم في زماننا بمجرد سماعهم القران الكريم أو الكلام في التوحيد الذي يوافق
كل فطرة سليمة صحيحة ولكن لم نسمع عن تنصير أو تهويد أحد بمجرد سماعه للتوراة
أو الإنجيل بعد التحريف وذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل ,
فهؤلاء المنافقين عندما يجلسون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسمعون كلام
الحق كمن سار في طريق مظلم لا سبيل للهدى فيه ويريد السلام من الأذى ثم أوقد
ناراً أضاءت هذا المكان لموافقتها للفطرة السليمة , حتى إذا خلى ذلك المنافق بأقرانه
رجع إلى ما كان عليه من الكفر فتأتي ريح تُذهب بضوء تلك النار فيرجع إلى ما كان
عليه من عمى في الظلماء فقد أذهب الله بنور النار التي أوقدها المنافق لأن نور
الإيمان وظلام الكفر في قلب عبد ليس يجتمعان ويتركه الله في تلك الظلمات
لآ يبصر ببصره ولا بصيرته أصم أبكم أعمى , أما من اتبع طريق النبي صلى الله
عليه وسلم وسار على نهجه فقد وافقت حياته فطرته فإنه
يسمع بعد صمم ويبصر بعد عمى ويعقل بعد جنون وسفه
والله عز وجل أعلى وأعلم
# سورة البقرة الآيات 2 .... 5
# سورة البقرة الآيات 6 . 7
# سورة البقرة الآيات 8 .... 20
# معجم المعاني العربية
# صحيح مسلم
# صحيح البخاري
. . .
والآن ها نحن على مشارف الإنتهاء
بعد أن علمنا أن الله عز وجل ضرب هذا المثل
في أهل النفاق ممن خالفت فطرتهم أفعالهم وخالف لسانهم قلبهم
فعلينا أن نعمل جاهدين لكي لا نكون منهم - عافانا الله وإياكم -
أو من أقرانهم , نسأل الله عز وجل أن يحفظ قلوبنا من النفاق والرياء
وبعد ذلك علينا أن ننهض لنذكر أنفسنا وغيرنا بخطورة ذلك آمرين بالمعروف
نآهين عن المنكر حافظين لحدود الله , صابرين في سبيل تبليغ تلك الرسالة
وبشّر الصابرين
فمن فعل ذلك كان عبداً ربانياً في أصح قول العلماء , والله أعلم
**
نسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا
وأن يزيدنا تبارك وتعالى منه علما نافعا يلحق به عمل متقبلا
وأن يهدينا ويهدي بنا ويجعلنا سبباً لمن اهتدى , آآمين
هذا ما وفقني الله إليه برحمته وفضله فإن أصبت فبتوفيق منه تعالى
وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان والله ورسوله من ذلك برءاء
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
والصلآة والسلآم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وسلام من الله كذا على المرسلين , والحمد لله رب العالمين